

أعوذ بالله من شر الحسد
كيف تحمي نفسك؟
- الحاسد يعيش في شقاءٍ دائم ، فكلما أنعم الله بنعمة على أحد من حوله ، صارت ناراً تسري في جسده ، و قد صدق من قال : ما أَعُدَل الحسد ، بدأ بصاحبه فقتله ! و الحسد هو: أن يتمنى الحاسد زوال نعمة الغير ، و يعرف الحاسد : بالعائن ، أي الإصابة بالعين ، و للحسد أسباب ، منها : أن الحاسد ، لا يتحمل أن يتفوق عليه أحدالمحيطين به ، سواء من زملائه أو جيرانه أو أقاربه أو حتى أصدقائه ، فإذا حقق أحدهم نجاحاً ، أدى إلى منصب أرفع ، أو مال أكثر ، أو علم أوسع ، خشي الحاسد أن يتكبر عليه ،فيتمنى زوال نعمته .
- الكبر : فالمتكبر يكره أن تحصل نعمة لأحد أتباعه ، المناقدين له ، حتى لا يؤدي ذلك إلى خروجه من تحت سيطرته ، فيتكبر عليه بعد أن كان خاضعاً له . من أسباب الحسد الشائعة : التنافس ،تجد كلاً من المتنافسين ، يحسد الآخر على أي شيءٍ يعنيه على التفوق عليه ، و يؤدي إلى الغاية المتنافس عليها ، مثلما قد يحدث بين الزملاء.
- حب النجومية و الفرد و الرياسة : فهو يريد ألا يكون له مثيل أو نظير في الدنيا ، و لا يحب أن يكون له منافس في الأرض ، فلو سمع له نظيراً ينافسه ، لتمنى زوال النعمة عنه ، و ربما تمنى زواله هو كلياً ، يريد أن يكون هو فقط !
- البخل بالخير على خلق الله : فهو صاحب نفس خبيثة سيئة ، يفرح إذا أصاب الناس شر ، وفاتهم الخير ، يبخل بنعمة الله على خَلُقِه ، كأنهم يأخذون من جَيُبِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِهِ أو خزانته ، أو يخطفون اللقمة من فمه ، يكره النعمة للناس رغم أنه ليس بينه و بينهم عداوة ! وَرَدَ الحسدُ في القرآن الكريم في أربع سور : البقرة ، النساء ، الفتح ، الفلق . كما ورد في الأحاديث الشريفة ، قال (ص) : (العَينُ حَقٌ) أي الإصابة بالعين شيء ثابت موجود .
خرج الصحابة مع رسول الله (ص) ، فلما نزلوا في الطريق ، إغتسل سهل بن حنيف ، و كان أبيض حسن الجسم ، فنظر إليه رجل فحسده ، فقال له رسول الله (ص) : (عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ؟ أُلاَ بَرَكْتَ ، إِنَ العَيْنَ حَقٌ..) و معنى بركت : دعوت له بالبركة .
~ كيف يحدث الحسد ؟ قال البعض : أن العائن أو الحاسد ، إذا رأى نعمة على غيره ، يتحرك السوء في نفسه ، فتنبعث من عينه قوة سُمِية ، فتضر المحسود . و قد ذكر العلم الحديث كلاماً قريباً من ذلك ، فقيل : أن الحاسد ، تخرج من عينه أشعة غير مرئية ، فتصيب المحسود . و للوقاية من الحسد : نتحصن بالأدعية القرآنية و النبوية ، و إذا رأى أحدُنا شيئاً و خشي أن يحسده عليه أن يبادر بالدعاء لذلك الذي أعجبه ، و يقول: (( اللهم بارك فيه و لا تضره )) ، فيكون ذلك رقية منه ، و في الحديث : ((من رأى شيئاً فأعجبه فقال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، لم يضره )) .
و لعلاج الحسد ، نرقى المحسود أو هو يرقي نفسه لمدة ثلاثة أيام ، بالفاتحة و آية الكرسي ( وهي الآية 255 من سورة البقرة ) و كذلك آخر سورة البقرة ، و سورة الإخلاص [ قل هو الله أحد ] و المعوذتين : [ قل أعوذ برب الفلق ] و [قل أعوذ برب الناس ] . و كذلك الأدعية النبوية التي وردت في ذلك ، ولا يجوز العلاج بغر ذلك مما شاع بين الناس من التمائم و الخرز الأزرق و غيرها .